الثلاثاء، 28 يونيو 2016

لا تحزن (6)

لا تحــــزن 
(6) 



• أكثِر من الاستغفار..
« فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً »
فأكثر من الاستغفارِ ، لترى الفرَحَ وراحةَ البالِ ، والرزق الحلالِ ، والذرية الصالحةَ ، والغيثَ الغزيرَ.
« وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ »
وفي الحديثِ : {من أكثر منَ الاستغفارِ جعلَ اللهُ لهُ منْ كلِّ همٍّ فَرَجاً ، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجاً }
وعليكَ بسيّدِ الاستغفار ، الحديثُ الذي في البخاري : { اللهمَّ أنت ربي لا إلهَ إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدُك ، وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ ، أبوءُ لكَ بنعمتِك عليَّ وأبوءُ بذنبي فاغفِرْ لي ، فإنهُ لا يغفرُ الذنوب إلا أنت }

• عليكَ بذكرِ اللهِ دائماً ..
قال َ سبحانه :« أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ». وقال : «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ»
وقال : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً »
وقال سبحانه : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ » وقال : « وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ».
وقال : « وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ* وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ » وقال سبحانه: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ».
وفي الحديثِ الصحيحِ :{ مَثَلُ الذي يذكرُ ربَّه والذي لا يذكرُ ربَّه ، مَثَلُ الحيِّ والميتِ }
وفي حديثٍ صحيحٍ : { ألا أخبرُكم بأفضلِ أعمالِكِم ، وأزكاها عند مليكِكُمْ وخيْرٍ لكمْ من إنفاقِ الذهبِ والورِقِ ، وخيرٍ لكمْ من أن تلقوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهُمْ ويضربوا أعناقُكُمْ } ؟ قالوا : بلى يا رسول اللهِ قال: ( ذِكْرُ اللهِ )
وفي حديث صحيح : أنَّ رجلاً أتى إلى رسول الله فقال: يا رسول اللهِ إنَّ شرائع الإسلام قدْ كُثرَتْ عليَّ، وأنا كَبِرْتُ فأخبرْني بشيءٍ أتشبَّثُ بهِ . قال : {لا يزالُ لسانُكَ رطْباً بذكرِ اللهِ }

• لا تيأسْ منْ رَوْحِ اللهِ ..
« إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ »
« حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا »
« وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ »
« وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا{10} هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً »

• اعفُ عمَّن أساء إليكَ ..
ثمنُ القَصَاصِ الباهظِ ، وهو الذي يدفعُه المنتقمُ من الناسِ ، الحاقدُ عليهمْ يدفعُه من قلبِه ، ومن لحمِهِ ودمِهِ ، من أعصابِه ومن راحتِهِ ، وسعادتِه وسرورِهِ ، إذا أراد أنْ يتشفَّى ، أو غضبَ عليهِمْ أو حَقَدَ . إنه الخاسرُ بلا شكٍّ وقدْ أخبرَنا اللهُ سبحانه وتعالى بدواءِ ذلك وعلاجِهِ ، فقالَ : « وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ » ، وقالَ :« خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ »
وقالَ :« ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ »

• عندك نعم كثيرة..
فكِّرْ في نِعَمِ اللهِ الجليلةِ وفي أعطياتِهِ الجزيلةِ ، واشكُرْهُ على هذهِ النعمِ واعلمْ أنكَ مغمورٌ بأعطياتِهِ
قال سبحانه وتعالى : « وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا »، 
وقال : « وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً » وقال سبحانه وهو يقررُ العبدُ بنعمِهِ عليهِ : « أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ* وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ »
نعمةُ الحياةِ ، ونعمةُ العافيةِ ، ونعمةُ السمعِ ، ونعمةُ البصرِ ، واليدينِ والرجليْن ، والماءِ والهواءِ ، والغذاءِ ومن أجلِّها نعمةُ الهدايةِ الربانية: ( الإسلاَمُ ) ... كمْ من نِعَم عندك وما أديتَ شُكْرَها

• اطلب ثوابك من ربّك ..
اجعلْ عملك خالصاً لوجهِ اللهِ ، ولا تنتظرْ شكراً من أحدٍ ، ولا تهتمَّ ولا تغتمَّ إذا أحسنت لأحدٍ من الناسِ ، ووجدته لئيماً ، لا يقدِّرْ هذهِ اليد البيضاء ولا الحسنة التي أسديتها إليه ، فاطلبْ أجرك من اللهِ يقول سبحانه عن أوليائِه : « يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً »، وقال سبحانه عن أنبيائِه : « وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ »، « قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ »
فعاملِ الواحدَ الأحد وحدهُ فهو الذي يُثيبُ ويعطي ويمنحُ ، ويعاقبُ ويحاسبُ ويرضى ويغضبُ ، سبحانهُ وتعالى . أطعمَ أحدُ الصالحين رجلاً أعمى فالوْذَجاً "من أفخرِ الأكلاتِ" ، فقال أهلُه : هذا الأعمى لا يدري ماذا يأكلُ ! فقالَ : لكنَّ الله يدري ! ما دام أنَّ اللهَ مُطَّلِعٌ عليك ويعلمُ ما قدَّمته من خيرٍ ، وما عملته من بِرٍّ وما أسديتهُ منْ فضلٍ ، فما عليك من الناسِ

• لا تحزنْ ممَّا يُتَوَقَّع ..
وُجدَ في التوراةِ مكتوباً : أكثرُ ما يُخاف لا يكونُ ! ومعناهُ : إنَّ كثيراً مما يتخوَّفُهُ الناسُ لا يقعُ ، فإنَّ الأوهامَ في الأذهانِ أكثُر من الحوادثِ في الأعيانِ إذا جاءك حدثٌ ، وسمعتَ بمصيبةٍ ، فتمهَّلْ وتأنَّ ولا تحزنْ ، فإنَّ كثيراً من الأخبارِ والتوقُّعات لا صحَّة لها ، إذا كان هناك صارفٌ للقدر فيُبحثُ عنهُ وإذا لم يكنْ فأين يكونُ؟! « أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ* فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا »

• لا تراقبْ تصرُّفات الناس ..
فإنَّهم لا يملكون ضرّاً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، ولا ثواباً ولا عقاباً. قال أحدُهم : مَنْ راقب الناسَ ماتَ همّاً .. وفاز باللذةِ الجسورُ 
قال ابنُ تيمية أيضاً عندما أُدخِل السجنَ ، وقدْ أغلق السجَّانُ الباب ، قال: « فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ»
وقال وهو في سجنِه : ماذا يفعلُ أعدائي بي ؟! أنا جنتي وبستاني في صدري أنَّى سرْتُ فهي معي، إنَّ قتلي شهادةٌ ، وإخراجي من بلدي سياحةٌ وسجني خلوةٌ
يقولون : أيُّ شيء وَجَدَ من فقدَ الله ؟! وأيُّ شيءٍ فقدَ من وجد الله ؟! لا يستويان أبداً منْ وجد الله وجد كلَّ شيء ، ومنْ فقد الله فقد كلَّ شيءٍ
يقول عليه الصلاة والسلام : " لأن أقولُ : سبحان اللهِ ، والحمدُ للهِ ولا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ ، أحبُّ إليَّ مما طلعتْ عليه الشمسُ "
حياتُك منْ صنع أفكارِك فالأفكارُ التي تستثمرُها وتفكّرُ فيها وتعيشُها هي التي تؤثرُ في حياتِك ، سواءٌ كانتْ في سعادةٍ أو شقاوة

• الصبر على المكارِهِ وتحمُّلُ الشدائدِ طريقُ الفوزِ والنجاحِ والسعادةِ..
 « وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ »
« فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ »
« فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً »
« وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ » ، « اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ »
قال عمرُ رضي اللهُ عنهُ : " بالصبرِ أدركنا حسْن العيشِ "
لأهلِ السنةِ عند المصائبِ ثلاثةُ فنونٍ : الصبرُ ، والدُّعاءُ ، وانتظارُ الفَرَجِ .
وفي حديث صحيح : ( لا أحد أصبرُ على أذى سمِعه من اللهِ : إنهم يزعمون أنَّ له ولداً وصاحبةً ، وإنهُ يعافيهم ويرزقُهم )
وقال صلّى الله عليه وسلّم : ( من يتصبَّرْ يُصبِّرهْ اللهُ )
إنّ المعالي لا تُنالُ بالأحلامِ ، ولا بالرؤيا في المنامِ ، وإنَّما بالحزمِ والعَزْمِ

• لا تحزنْ من فِعلِ الخَلْقِ مَعَكَ وانظرْ إلى فعْلِهم مع الخالقِ ..
عند أحمد في كتابِ الزهدِ ، أن الله يقولُ : ( عجباً لك يا ابن آدم ! خلقتُك وتعبدُ غيري ، ورزقتُك وتشكرُ سواي أتحبَّبُ إليك بالنعمِ وأنا غنيٌّ عنك ، وتتبغَّضُ إليَّ بالمعاصي وأنت فقيرٌ إليَّ
خيري إليك نازلٌ ، وشرُّك إليَّ صاعدٌ ) !!

• لا تحزنْ منْ تعسُّر الرزقِ ..
فإنَّ الرزَّاق هو الواحدُ الأحدُ ، فعنده رِزْقُ العبادِ ، وقدْ تكفَّلَ بذلك « وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ »
فإذا كان اللهُ هو الرزاقُ فلِم يتملَّقُ البشرُ ولِم تُهانُ النفسُ في سبيلِ الرزقِ لأجل البشرِ ؟!
قال سبحانه : « وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا » وقال جلَّ اسمُه: « مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ »

~ من كتاب لا تحزن .. للدكتور عائض القرني بتصرّف

• • • 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

author
زاد الروح
رسالة الوعي والتفكّر لا حدود لها وهاهنا بعضُ زادٍ منها لنمضي في طريق الوعي الفكري والعلم . مرحبا بكم في « زاد الرّوح » أحد مواقع بوابة يوتوبيا لتطوير الذات وتنمية الشخصية