الخميس، 12 مايو 2016

موسوعة أسماء الله الحسنى ( المهيمن )

هو الله الّذي لا إله إلا هو ** المُهيمن **






- من معاني المهيمن الرّقيب الشهيد الذي يعلم السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين، يعلم ما تخفي الصدور، يعلم ما ظهر وما بطن، يعلم ما تعلن  وما تسر، يرى الأشياء ويرى ما خلف الأشياء، يرى الظاهر ويرى الباطن . ومن لوازم اسم المهيمن القدرة التامة على تحقيق مصالح ذلك الشيء
علماً وقدرةً، في بني البشر من يعلم ولكنه لا يقدر، وفي بني البشر من يقدر ولكنه لا يعلم
ومن لوازم اسم المهيمن صفة ثالثة المواظبة والاستمرار، قد تعلم ولا تقدر حيث يقول العوام:
" العين بصيرة واليد قصيرة "، وقد تقدر ولا تعلم. فالإنسان القوي والذي يتمتع بأعلى درجات القوة ولكنه لا يعلم موجود وقد تعلم وتقدر وهذا النوع في بني البشر نادر الوجود أن تعلم وأن تقدر ولكن لا تضمن المستقبل. قد تكون على علم بما يجري تحت يديك على علم بما يجري حولك وأنت واثق بأن يدك تطول كل هذا الذي تحت سلطانك ولكن لا تدري ماذا يكون في المستقبل، أما إذا قلنا المهيمن اسم من أسماء الله الحسنى فمن لوازم المهيمن أنه يعلم، ولا نهاية لعلمه لاشيء يخفى عليه، يعلم خائنة الأعين، أي يعلم السر، علم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، يعلم السر وما يخفى عنك يعلم الجهر وما تعلنه، يعلم السر وما تخفيه عن الناس، يعلم ما هو أخفى من السر ما يخفى عنك، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم في خواطركم في صراعاتكم في نواياكم في طموحاتكم في حركاتكم في سكناتكم في سركم في جهركم في بواطنكم في علانيتكم يعلم كل شيء بالمناسبة لن يستطيع الإنسان أن يهيمن إن لم يعلم بتلك المعلومات والملابسات المحيطة بموضوعه قبل كل شيء، لا يستطيع إنسان أن يهيمن على شيء ما مهما كان ضيقاً إن لم يعلم بكل ذلك يقولون:  تقصَّ الحقائق، يقولون: بِثَّ العيون، كيف تملك القرار إن لم تملك الحقيقة ؟

المهيمن يعلم ولكن ما نفع العلم إذا كنت لا تقدر ها أنت تعلم ولا تقدر، المهيمن يعلم وقادر على كل شيء لا يعجزه شيء ولا نهاية لتعلقات قدرته كل الممكنات أي كل ما سوى الله من ضمن قدرته، ولكن قد تملك قد تعلم وقد تملك ولكن لا تعلم ما سيكون في الغد، قال تعالى:
« يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ » {النّور: 44}
- من لوازم المهيمن طبعاً أسوق لكم هذه الفكرة لتأكيد المعنى فالنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا سافر يقول: ((اللهم أنت الرفيق في السفر والخليفة في الأهل والمال والولد ))
هل تعتقدون أن هذه الصفة يمكن أن تكون في إنسان ما، وأن يكون معك في السفر وفي الوقت نفسه أن يكون خليفتك في بيتك وأهلك وأولادك مستحيل إما أنه معك وإما أنه في بيتك، لذلك قالوا هاتان الصفتان لا تجتمعان إلا لله عز وجل، هو معك بالحفظ والرعاية والتوفيق والتسديد والنصر والتأييد وهو في البيت مع أولادك معية علم وقدرة ورعاية في غيبتك يحفظهم من كل مكروه يحفظهم من كل حادث هو معك وهو خليفتك في البيت.
- أيها الأخوة الأكارم، جزء أساسي جداً من إيمانك بالله أن تعرف أسماءه الحسنى وصفاته الفضلى، وقد يسأل سائل عن هذا الحديث المتواتر هل هو حديث صحيح قاله النبي ؟: (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ))
نعم إنه صحيح ومتواتر، إيّاك أن تفهم كلمة أحصاها أنه عدَّها، إياك أن تفهم كلمة أحصاها أنه قرأها أو حفظها أو عدها لا، أحصاها فهمها ونال نصيبه منها، إن كل اسم من أسماء الله الحسنى أنت كمؤمن لك منه نصيب فإن لم يكن لك نصيب من هذا الاسم فكأنك ما أحصيت هذه الأسماء لأن النبي علي الصلاة والسلام روي عنه قوله: (( تخلقوا بأخلاق الله ))
- فالمهيمن علم لا نهاية له وقدرة تامة ومواظبة واستمرار هذا معنى المهيمن، ولكن هناك أربعة معانٍ فرعية تضفي على هذا المعنى شيئا نفيساً جداً:
المعنى الأول: إذا كان الله هو المهيمن ففي معاني هيمنته الحب والشفقة، أحياناً تقف الأم حول سرير ابنها المريض وهي تلاحظ حركاته وسكناته، هذه الوقفة الحانية المشفقة وقفة علم وقفة
سيطرة ولكن بدافع نبيل بدافع الشفقة والعطف والحنان، فإذا قلنا فلان مهيمن بدافع الحقد وبدافع العنجهية والغطرسة والقوة والانتفاع والمناجزة وما إلى ذلك فهذا استبداد وبطش إن وصف الإنسان بأنه مهيمن لها معنى أما إن وصف الله عز وجل بأنه مهيمن فمن معاني هيمنة الله عز وجل حبه وعطفه على عباده، النبي عليه الصلاة والسلام رأى امرأة تقبّل ابنها فقال عليه الصلاة والسلام: (( أتلقي هذه المرأة بولدها إلى النار ؟))  قالوا: معاذ الله، النار حق وإحراقها حق ولهيبها حق، ولكن هذا شيء متعلق بذات الله عز وجل، قال: ((والذي نفس محمد بيده لله أرحم بعبده من هذه بولدها ))
فهيمنة الله عز وجل هيمنة عطف وحب وشفقة ورحمة وحرص على سعادتك وعلى أخرتك وعلى مستقبلك، هذا المعنى الفرعي الأول علم وقدرة واستمرار، أما المعاني الفرعية للهيمنة: الحب والشفقة. والمعنى الثاني: هيمنة الأمانة، لذلك من معاني المهيمن الحافظ: « قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ » {يوسف: 64}

- ومعنى مهيمن أنك إذا كنت مع الله عز وجل واعتقدت بوجوده وأردت أن تحاور إنساناً فأنت المنتصر، الحوادث كلها تأتي مصدّقة لك، كل إنسان يطرح نظرية أو يطرح فرضية أو يطرح مذهباً أو يطرح فكرة أو يطرح تفسيراً أو يطرح تحليلاً أو يطرح عقيدةً، الوقائع تثبت العقيدة التي جاء بها القرآن، فإذا كنت أنت مع القرآن فأنت المهيمن وأنت المنتصر. أن تقول مثلاً:
« يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ » {البقرة: 276}
يمحق الله الربا، هذه آية كريمة وهذه عقيدتك، فالمرابي يقول لك العكس: أيعقل أن أجمد المال من دون أن أضعه في مصرف لأتقاضى عليه فائدة مجزية أعيش بها، أنت كمؤمن تطرح أن الله عز وجل يمحق الربا وهذا المُعرض الكافر يطرح نظرية أخرى وهي أن الإنسان لا بد من أن يستثمر ماله، الأيام تدور والوقائع تتجدد فإذا بهذا المرابي يمحق ماله، من الذي هيمن في هذا الموضوع ؟
أنت، أنت اعتقدت أن المرابي يمحق ماله الأيام أكدت هذه الحقيقة فأنت المهيمن، أنت تعتقد أن الإنسان إذا غض بصره عن محارم الله أورثه الله حلاوة في قلبه وانعكس هذا في حياته الزوجية، يقول لك آخر: لا هذه العين يجب أن تستمتع، فهذا الجمال لمن خلق ؟ لنا، فلا بد من إطلاق البصر وأن تملأ العين من هذه المناظر الحسنة الجميلة، تقول له: لا هذا أمر إلهي وهذه آية قرآنية، تدور الأيام فإذا بهذا الذي يمضي نهاره كله في الطرقات يملأ عينيه من الحرام قد أصيب بمرض ارتخاء الجفون، من الذي هيمن في هذا الموضوع ؟ أنت، أنت الذي هيمنت جاءت الوقائع تؤكد ما تعتقد من أن هذا أمر إلهي، أنت إذا اخترت فتاة لم تخترها إلا لدينها وعفافها وشرفها وصلاحها وأسرتها الصالحة وآثرت دينها على الجمال وعلى المال وعلى الحسب وعلى النسب وعلى الوجاهة في الدنيا، أنت انطلقت من أن هذا العمل هو طاعة لله عز وجل هو انطلق من شهوته وقال: الزوجة يجب أن تكون مِلْءَ العين جمالاً وفتنة كما أحب كما أشتهي ولا قيمة لقلة دينها، تدور الأيام هذا الذي اختار المرأة الصالحة لصلاحها ودينها ترى حياته الزوجية مستقرة وسعيدة ومفعمة بالمودة والمحبة، تتنامى سعادته ويبارك الله له في هذه الزوجة ويأتيه الأولاد، أما الذي آثر الجمال على الدين حياته قطعة من جحيم من الذي هيمن في الموضوع ؟ المؤمن، لذلك ربنا عز وجل يقول:
« تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ »
{القصص: 83} 
- والآن بعض الأمثلة: هناك وقائع وشواهد وحقائق تعمق مفهوم هذا الاسم ومدلولاته..
* سيدنا موسى حينما قال الله له ولأخيه هارون:
«اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى » {طه: 43-44}
فرعون وما أدراكم ما فرعون الذي ذبح أبناء بني إسرائيل واستحيا نساءهم من يجرؤ على أن يخاطبه، وعلى أن يبين حقيقة دعواه الزائفة في أنه إله من يجرؤ ؟
« قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى » {طه: 45-46-47-48}
إنني معكما أسمع وأرى وفرعون بيدي، إذاً إذا آمنت أن الله هو المهيمن تستسلم يرتاح قلبك، تطمئن نفسك، يستقر فؤادك، ترتاح أعصابك، الأمر بيد الله بعلمه وبقدرته، كل الخلق بيده ويعلم السر وأخفى.
سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام حينما كان عند يهود خيبر وائتمروا أن يلقوا عليه حجرا فيقتلوه ويرتاحوا منه بزعمهم، من الذي أخبره أن يتحول عن هذا المكان ؟ الله عز وجل هم اتفقوا في غرفة محكمة الإغلاق اتفقوا على ذلك والله عز وجل أخبره .. معنى مهيمن هنا أنه علم ما يقولون " الله مهيمن "
* « كُونِي بَرْداً » بردا كان مات من البرد ووجدوه مجمدا، قال: « وَسَلَاماً » وقال: « عَلَى إِبْرَاهِيمَ » لو لم يقل على إبراهيم لعدم وجود النار في الأرض فتصبح النار لا تحرق إلى يوم القيامة، ثلاثة كلمات:  
« قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ » {الأنبياء: 69-70} 
من المهيمن ؟ الله عز وجل  .  ألم يقل: علمه بحالي يغني عن سؤالي
* أُمُّ موسى، أعطني أُماً تستطيع أن تضع ابنها فلذة كبدها في صندوق وتلقيه في اليمّ، الله عز
وجل أمرها بأمرين ونهاها عن نهيين وبشرها بشارتين: « وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ » {القصص: 7}
أرضعيه وألقيه في اليم. هذان أمران.
« وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي » وهذان نهيان، البشارتان: إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين، فهذا الصندوق من سَيَّرَهُ إلى شط فرعون ؟ يعلم ويسيطر، وحينما فتح الصندوق من ألقى حبه في قلب امرأة فرعون ؟ الله عز وجل، إذاً الله مهيمن.
* هذه القصص كلها تؤكد أسماء الله الحسنى، سيدنا يونس لا أعتقد مهما ضاقت بكم الأمور في الدنيا، لا أعتقد أن هناك مصيبة على وجه الأرض تفوق أن تكون في ظلمة بطن الحوت مع ظلمة البحر مع ظلمة الليل في ظلمة بطن الحوت، فإذا فتح الحوت فمه جمع أربعة أطنان من السمك كوجبة عشاء معتدلة ورضعته ثلاثمائة كيلو غرام من الحليب فتكون ثلاث رضعات ألف كيلو غرام، كل يوم يحتاج إلى طن حليب، والحوت تقريبا وزنه مائة وخمسون طناً، فجوفه غرفة، فسيدنا يونس نبي عظيم.
فجأة يجد نفسه في ظلمة بطن الحوت وفي ظلمة الليل وفي ظلمة البحر « وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ »
{الأنبياء: 87}
يا ترى هل في بطن الحوت جهاز فاكس أو جهاز تلكس أو هاتف أو إشارة أو كبل ماذا يوجد ؟ لا يوجد شيء، فنادى في الظلمات:  أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
« فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ » {الأنبياء: 88}
ألا ترتاح نفسك إلى هذه القصة ؛ التي ختمت ببشارةٍ لكل مؤمن: 
«وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ » {الأنبياء: 88}
ففي أي عصر وأي زمان وفي أي مصر وفي أي ظرف مهما كان شديدا الله مهيمن، أنت كن مع المهيمن وارتح مطمئناً إلى سلامة المصير.
- الله مهيمن، دعوة إسلامية عظيمة حفظها الله بخيوط العنكبوت وهذا من عظمة قدرة الله عز وجل أنه يحفظ أعظم شيء بأتفه سبب  الله مهيمن، وأحيانا يهلك إنسان بأتفه سبب، يحفظه بأتفه سبب، ليظهر لك كمال قدرته عز وجل.
هذا القسم العملي وبقي القسم التطبيقي الأخير.
- المؤمن إذا أردناه أن يتخلق بأخلاق الله يجب أن يعرف أحوال نفسه، يعرف نفسه، هل هي مريضة فيها انحراف وفيها كِبْر وفيها عُجْب وفيها غرور وفيها تجاوز للحدود ؟ إيمانه بالله كافٍ أم غير كافٍ ؟ يجب أن يعلم، أحوال قلبه أحوال نفسه، أن يعلم دخله وإنفاقه للمال، تعامله مع الآخرين جوارحه مدى انضباطها، مِنْ تخلُّق المؤمن بأخلاق الله المهيمن أن تعلم أنّ أحوالك مرضية عند الله أم غير مرضية، مستقيم أم غير مستقيم، يوجد بدخلك شبهة يوجد بعلاقاتك حرمة، يوجد تقصير بالحقوق يجب أن تعلم ولن تعلم إلا إذا حضرت مجالس العلم لأن العلم بالتعلم، هذه حرام يا أخوان وهذه حلال، هذا يجوز وهذه صفة مذمومة وهذه صفة ممدوحة، فأنت من حضور مجالس العلم تعلم فإذا تعلمت فقد حققت ثلث اسم المهيمن الآن يجب أن تسعى كي تطهر نفسك من آفاتها، الجوارح من المعاصي القلب من السوّى، تطهير القلب مما سوى الله، تطهير الجوارح من معاصي الله تطهير الفكر من عقائد زائغة من خرافات من أوهام، من خزعبلات من حيل، من تزوير، يجب أن تطهر عقلك من كل عقيدة زائغة وتطهر جوارحك من كل معصية وعليك أن تطهر قلبك مما سوى الله هذا من تطبيق اسم المهيمن  يجب أن تعلم أحوالك، يجب أن تقوّم أفعالك، يجب أن تثبت على هذه الاستقامة التامة، أنت عاهدت الله عز وجل العلم والإصلاح والثبات.
* الأرقى من ذلك أن تدعو إلى الله وأن تعلم أحوال إخوانك أن فتسعى إلى تقويمهم وأن تبقى على عهدك مع الله من خلال تعاملك معهم. أَنْ تصلح نفسك من معاني قوله تعالى:
«يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ » {الأنفال: 1}
أصلح نفسك، كيف تصلحها إن لم تعرف أمراضها إن لم تعرف انحرافاتها إن لم تعرف تقصيرها، إن لم تعرف أدرانها إن لم تعرف مشكلاتها إن لم تعرف مخالفاتها. المعرفةُ أساس، إذاً تحتاج إلى علم كي تعرف وإلى إرادة كي تُصَحِّح، وإلى صدق كي تستمر، إذا فعلت هذا فقد تخلقت  بأخلاق المهيمن.
وبعدُ، مادام الله يراقبك، فما موقفك أنت ؟ الحياء من الله، من تطبيقات اسم المهيمن أن تستحي من الله، الله يراقبك يجب أن تستحي منه، الله قوي يجب أن تتوكل عليه، لا شريك له يجب أن تثق بالمستقبل: « لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ » {الرّعد: 11}
ثلاثة تطبيقات يجب أن تعلم أحوال قلبك وأحوال نفسك وأحوال عقيدتك تصوراتُك قِيَمُك يجب أن تصححها، لا بد من حضور مجالس العلم، يجب أن تملك إرادة قوية كي تصلح اعوجاجك، كي تقيم جوارحك على طاعة الله يجب أن تملك الصدق كي تستمر على هذا، علم وإرادة وصدق هذا أول
تطبيق.
ثاني تطبيق: مادام الله شهيداً عليك يجب أن تستحي منه
« يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً » {النّساء: 1}
ومادام الله مسيطراً يجب أن تتوكل عليه، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله ومادام الله لا شريك له وقال لك:
« لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ » {الرّعد: 11}
إذاً يجب أن تثق بالمستقبل، وأنّ الله عز وجل مادمت لم ُتغَيّر لن يُغَيّر مادمت على طاعته قائما فأنت من خير إلى خير ومن درجة إلى درجة ومن منزلة إلى منزلة ومن رقي إلى رقي، هذا اسم
المهيمن

~ من موسوعة أسماء الله الحُسنى للدكتور محمد راتب النابلسي بتصرّف
التالي : اسم الله تعالى  ** العزيز**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

author
زاد الروح
رسالة الوعي والتفكّر لا حدود لها وهاهنا بعضُ زادٍ منها لنمضي في طريق الوعي الفكري والعلم . مرحبا بكم في « زاد الرّوح » أحد مواقع بوابة يوتوبيا لتطوير الذات وتنمية الشخصية