الخميس، 23 يونيو 2016

موسوعة أسماء الله الحسنى ( البارئ )


هو الله الّذي لا إله إلا هو ** البارئ **



- في حديثنا السّابق عن اسم الخالق الذي ورد في القرآن الكريم مقترناً مع اسم البارئ والمصوّر، فقد دَرَجَت الكتب التي تتحدث عن أسماء الله الحسنى على أن تشرح الأسماء الثلاثة معاً في سياق واحد، وقبل أن أنتقل إلى اسم الله البارئ المصور لابد من وقفة قصيرة مع اسم الخالق فتتساءل كيف يقول الله عز وجل: « فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ » {المؤمنون: 14} .وكيف يقول في آية أخرى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ » {فاطر: 3}
في الآية الأولى يُثبت الله عز وجل أنّ هناك خالقين كثيرين لكن الله أحسنهم، وفي الآية الثانية يقول هل من خالق غير الله ؟
هو ينفي عن طريق الاستفهام الإنكاري أن يكون في الكون خالق غير الله. فالإنسان حينما يقرأ القرآن قراءة أولية، ولا يتعمّق في العلم ولا يسأل أهلَ الذِكر، وحينما يقف عند آية من الآيات المتشابهة ولا يحاول أن يسأل عنها فقد يشعر أن في القرآن تناقضاً، ولذلك فهؤلاء الغربيّون أو المستشرقون الذين درسوا ما في الشرق من أديان ومن ثقافات، هؤلاء قالوا إن في القرآن تناقضاً، وهذه نظرة ساذجة أولية لا تقف على قدميها، فالعلماء المحققون قالوا: "إذا قال الله عز وجل: « فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ »
يعني ؛ أي إنسان أخذ مواد أولية من الأرض وصنع منها شيئاً، وعُزي الخلق عندئذٍ إلى الإنسان، فتعريفه كما يلي:الإنسان خالق إذ يصنع من شيء موجود شيئاً على مثال سابق "، فإذا قلت: « فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ»
فهؤلاء الذين يصنعون نماذج في بعض محلات الألبسة، ويضطرون إلى صنع تماثيل يضعون عليها الألبسة، فهذا التمثال إن كان من شمع أو من جِبس أو من أية مادة، اجعله إلى جانب إنسان من لحم ودم ولاحظ الفرق بينهما فهذا إنسان فيه حياة وله فكر وقلب ومشاعر وهو ذكي يستنبط ويحاكم ويفكر ويتفاعل ويغضب، ويخاف ويرجو وله أوعية وشرايين وأعصاب، وعضلات ودماغ وجهاز عصبي، فإذا وازنت بين من يصنع هذا التمثال كي توضع عليه الألبسة، وبين من يخلق هذا الإنسان من لحم ودم، فقُل: « فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ »
وإذا رأيت وردةً طبيعية تفوح برائحة زكية، فأنت تشعر أن قلبك قد هفا إليها وإن باقة ورد تُضفي على المكان أنساً وفرحاً وسروراً، وإذا دُعي الإنسان إلى عقد قِران رأى الأزهار. وهذه النباتات الطيبة الرائحة بألوان مختلفة دقيقة جداً، ولا تعرفون قيمة التلوين إلا من خلال صنع الحكيم.. فالفراشات والأزهار هي الأساتذة لمهندسي التلوين، فلو نظرت إلى مركبة حديثة جداً، فإنك تجد ألوانها مقتبسة إمّا من زهرة أو من فراشة يقول العوام " هذا أصفر غير راكز " وهذا لون زهر جميل جداً بينما يمكن تدريج اللون الواحد إلى ثمانمائة ألف درجة والعين البشرية تفرّق بين كل درجتين، وإذا وضعت في بيتك ورداً صناعياً، فبعد أسبوع تضيق ذرعاً به ولا أعتقد إنساناً إلا بعد فترة أمسك بهذا الورد ووضعه في سلة المهملات إذ لا يحتمله، رغم منظره الجميل وحجمه الكبير وألوانه الزاهية فالفرقٌ كبيرٌ بين الورد الطبيعي والورد الصناعي، وانظر إلى عين صُنعت لتكون وسيلة إيضاح، و إلى العين البشرية، ففيها مائة وثلاثون مليون عصية فالعصب البصري مؤلف من تسعمائة ألف عصب، فوازن بين آلة تصوير وبين العين فالعين الواحدة في الثانية تلتقط عشرات الصور ولابد من أن تمحى الصورة الأولى لتأتي مكانها الصورة التالية، و لو أن الصورة تنطبع في العين وتبقى فالرؤية تستحيل كما أنها ترى الحركات والسكنات حتى إن الذي اخترع السينما، قامت لديه على مجموعة صور تُعرض تِباعاً في زمن قصير بحيث تتوهم أنها متحركة، لا. إنما هي صور ثابتة وجامدة، فكذلك العين لابد من أن تنطبع هذه الصورة على الشبكية أولاً، وبعد ذلك تُمحى وتأتي الصورة التي تليها وهناك عتبة للرؤية، وهذه العتبة تُريكَ الأشياء متحركة، فإذا وازنت بين العين وبين آلة تصوير، وبين وردة طبيعية و وردة صناعية وتمثال من شمع وإنسان حقيقي فمجال الموازنة كبير جداً، فإذا أردت أن ترى صنعة الإنسان فالاستخراج خمسة إنشات من الماء حينما تكون في بستان تسمع صوت المحرك يصم الآذان، أما حينما يهطل المطر مدراراً بكميات كبيرة جداً فلا صوت ولا صخب، قال ربنا عز وجل: « وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ » {النمل: 88}
فالجبال تمر في سرعة السحاب بلا صخب ولا ضجيجها، فإذا قرأت قوله تعالى: « فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ »
إذا فلا غرابة أن يسمى الإنسان خالقاً لأنه صنع من شيء موجود شيئاً على مثال سابق، فإذا قلتك " هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ؟! " تفهم من هذه الآية أنه إذا عُزي الخلق إلى الله فالمعنى أن يخلق الله شيئاً من لا شيء على غير مثال سابق، وشتان بين الخلق على غير مثال سابق وبين من دأبه التقليد على مثال سبق، وعند الله لحم ودم وعظم وعصب وروح وعند الإنسان صناعة متينة. فليس في الكون كله إلا الله يستطيع أن يصنع شيئاً من دون شيء على غَيرّ مثال سابق، أما إذا قلت الإنسان يخلق الشيء فتجد حقيقته واضحة في قول الله عز وجل: « أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ » {آل عمران: 49}
أجل. كهيئة الطير وليس طيراً، ومن طين، لا من لحم ودم وروح، إذاً لا تناقض بين الآيتين إذ قال تعالى في الأولى: « فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ » بينما قال تعالى في الثانية: « هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ » ولكن الشيء الذي يلفت النظر وسبق لي أن أوضحته أن في القرآن الكريم كلمات إذا جاءت مجتمعة فلها معنى، وإذا جاءت منفصلة عن بعضها فلها معنى آخر، مثلاً: الفقراء والمساكين، هاتان الكلمتان إذا اجتمعتا تفرقتا وإذا تفرقتا اجتمعتا، أي إذا ذكر الله في القرآن كلمة المساكين فقط فالمقصود عندئذٍ: الفقراء والمساكين، أما إذا ذكر كلمة الفقراء والمساكين معاً فالفقراء صنف والمساكين وبناءً عليه إذا وردت كلمة خالق وحدها معزوّة إلى الله عز وجل فهو الذي يوجد من العدم على غير مثال سابق أما إذا قال الله عز وجل: « هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ » صار " الخلق " هو التقدير، و" البَرء " هو الإيجاد من عدم و " التصوير " إعطاء الصورة.
وبعد، فقد يسأل سائل: ما علاقتنا بهذه الأبحاث المتعلقة بأسماء الله الحسنى ؟ إنه وقت مناسب جداً لأن أجيب على هذا السؤال.. فالإجابة: أنك إذا عرفت أن الله خالق فقط، فهذا تعرفه العامة كذلك إذ لو سألت عامّةَ الناس: مَن خلق الكون ؟ لقالوا: الله، ولكن لو سألتهم: ماذا تعرفون عن الله ؟لوجموا، وهذا ما لابد من بحثه. فأن تعزو خلق الكون إلى الله، هذه قضية أقرَّ بها إبليس، والدليل قال: « قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ » {ص: 81}
فاعترف إبليس أن الله رب وعزيز، ولكن الاعتراف والإقرار لا يكفي، بل المهم هو: ماذا تعرف عن الله عز وجل ؟ وبذلك يظهر إيمانك بالله ودرجة إيمانك به ولدينا مقياس دقيق وصائب، فهذا الإيمان إذا حملك على طاعة الله فهو كاف كي تنجو به من عذاب الله، أجل إذا حَمَلَكَ إيمانُكَ على طاعة الله فنَمّ قرير العين واطمئِن لأنه ينجيك أما إذا كان بحجمٍ لا يكفي أن يحمِلَكَ على طاعةِ الله فلذلك الضلال المبين أقول لكم كما قال عليه الصلاة والسلام:  (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي لأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ)، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حُسْنِ عِبَادَةِ اللَّهِ)
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا قَالَ أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) (انفرد به أحمد)
إذاً، إذا اكتفيت أيها القارئ الكريم بمعرفة الله فالطريق أمامك لازال طويلاً وليس المهم أن يعرف المرء ربه ولا حجم هذه المعرفة بل المهم مردودها والمردود هو الطاعة لله عز وجل، ولذلك قال بعض العلماء: « إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ » {فاطر: 10}
« إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ».. ما الذي يجعله يصعد إلى الله عز وجل ؟  بالعمل الصالح الذي يرافقه، فلو أن الكلم الطيب خلا من عمل صالح لما صعد إلى الله عز وجل إذاً: فالذي يرفعك هو عملك الصالح، وعملك الصالح أساسه حجم معرفتك فمن الممكن أن نُعطي الإيمان كما يقولون حجماً مادياً لنتبيّن الحقيقة فلو وضعنا الإيمان في كفة، ووضعنا الشهوات في كفة ورجحت كفة الشهوات فالإيمان لا يكفي، والصِراع قائم لا محالة.
وربنا عز وجل حينما وصف النبي عليه الصلاة والسلام قال: « وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ » {القلم: 4} فالنبي متمكّن من أخلاقه، وقد انعدم أي صراع لديه، أما إذا كان حجم إيمانك بحجم شهواتك، أو كان وزن الإيمان الضاغط عليك كوزن شهواتك الضاغطة عليك، أي كان الوزنان متساويين فقد دخلت في الصِراع بينهما حتماً، أما إذا كان حجم إيمانك أكبر فتنجو من الصِراع وتكون من الفائزين وتقترب من معنى التمكن من الخُلُقْ العظيم وإذا كان حجم الشهوات أكبر فقد ولج المرء باب مدخل ثانِ، ونبدأ عندئذٍ بالسؤال التالي: لماذا أودع الله فينا الشهوات ؟.. فلنتصوّر أولاً أن الإنسان
ليس فيه شهوات بل عنده عقل فقط وعقله يأمره أن يتجه إلى الله، فأين العبودية لله، لا تبدو عبوديتك ولا حبك ولا إخلاصك، ولا طاعتك، بل كل حقيقة الحياة الدنيا التي أساسها الابتلاء لا تظهر، إذا ليس لدى المرء شيء من الشهوات فلِحِكمةٍ أرادها الله عز وجل، أودع فيك أيها الإنسان شهوةً وأعطاكَ عقلاً، فالعقل له نِداء والشهوة لها نِداء، فإذا غَلَبَ نِداء الشهوة فسينطبق على هذا الإنسان قوله تعالى: «حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا  تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ* قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ *رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ* قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ » {المؤمنون : 99 - 108}
أي غلبت علينا شهوتنا، التي أشقتنا، فسمَّاها بنتائجها، غَلَبَت علينا شهواتنا التي كانت سبب شقائنا، وكنا قوماً ضالين: « رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ »
« إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ* فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ* إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ»  {المؤمنون : 109 - 111}
إذاً لابد من معرفة أن في الإنسان دافعاً شهوانياً ووازعاً عقلياً فإذا غَلَبَ العقل على الشهوة نجا، وإذا غَلَبَتْ الشهوة على العقل هَلَك ولِحِكمَةٍ أرادها الله أنت مُمتحنٌ دائماً، مُمتحنٌ بين أن تنام وبين أن تٌصلي، فالعقل يقول لك قم فصلِّ، والجسم يقول اخلُد إلى الفراش فأنتَ متعب، تسمع أذان الفجر، فيقول لك العقل قُم فصلِّ هذا وقت الصلاة والصلاة خير من النوم، ويقول لك الجسد ابقَ مستريحاً فقد سهرت طويلاً وأنت إنسان مُتعب، وعليك أن تقوم إلى عملك نشيطاً، فتصلي قضاءً، لاحظ نفسك دائماً فأنت بين نداء الشهوة ونداء العقل فإذا غَلَبَ عقلُكَ نجوت وسَعِدت وإذا غلبت شهوتك أهلكت نفسك وشقيت لذلك هذا ما قاله الإمام علي كرم الله وجهه " رُكب المَلَكُ من عقل بلا شهوة ورُكب الحيوانُ من شهوة بلا عقل، وركب الإنسان من كليهما فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان .
وما تراه عيناك في الدنيا من انحراف الناس وسقوطهم في مهاوي الرذيلة وانغماسهم في الملذّات المُحرّمة، إنما هي معركة انتصرت فيها الشهوة  «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى» {النازعات : 40 -41} ... يتبع ... 


~ من موسوعة أسماء الله الحُسنى للدكتور محمد راتب النابلسي بتصرّف
التالي : اسم الله تعالى  ** المصوّر**


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

author
زاد الروح
رسالة الوعي والتفكّر لا حدود لها وهاهنا بعضُ زادٍ منها لنمضي في طريق الوعي الفكري والعلم . مرحبا بكم في « زاد الرّوح » أحد مواقع بوابة يوتوبيا لتطوير الذات وتنمية الشخصية