الجمعة، 13 مايو 2016

موسوعة أسماء الله الحسنى ( المتكبر )

هو الله الّذي لا إله إلا هو ** المتكبّر **




- لا بد من أن نعرف الله، و معرفة أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى جزء من معرفته، إنه موجود وإنه واحد وإنه كامل، لابد من معرفة أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى لقول النبي عليه الصلاة والسلام: 
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) صحيح البخاري

ولكن الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى لا يعرفه إلا الله، هذه حقيقة يجب  أن تكون بين أيدينا، لا يعرف الله إلا الله ونحن إذا أردنا أن نعرفه كمن يأخذ مخيطا ويغمسه في مياه البحر ثم لينزعه فلينظر بم يرجع ؟  هذا تشبيه ورد في الحديث الشريف قال عليه الصلاة والسلام: (ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما يأخذ المخيط إذا غمس في مياه البحر ) 
فإذا كانت معرفة الله سبحانه وتعالى بحراً فمعرفة الإنسان لله عز وجل  لا تزيد عن ما يحمل المخيط إذا غمس في مياه البحر، ولكن كما قال الإمام علي كرم الله وجهه: " أخذ القليل خير من ترك الكثير"

- سؤال: هل بالإمكان أن نضرب بعض الأمثلة كي نتعرف إلى الله عز وجل ؟  أيجوز أن نضرب أمثلة منتزعة من حياتنا من أجل توضيح بعض الحقائق ؟ يجوز ولله المثل الأعلى، سآتيكم بالدليل، الدليل هو أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعرّفنا بذاته فضرب المثل فقال: « ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ » {الروم: 28}
ربنا سبحانه وتعالى من أجل أن يعرفنا بأنه لا إله إلا الله ولا شريك له ولا أحد يشركه في حكمه ضرب هذا المثل، إذاً يمكن أن أستخدم بعض الأمثال لمعرفة أسماء الله الحسنى والسبب أن اسم اليوم هو المتكبر وكلمة المتكبر إذا أطلقت على إنسان تنفّر النفس منه، ولكن المتكبر هو الله سبحانه وتعالى، فمن أجل أن أوضح لكم هذا الاسم أنا أضرب بعض الأمثال:
~ إنسان بحاجة ماسة إلى مئة ألف ليرة ليجري بها عملية جراحية تحدد مصيره بالحياة، لابد من أن تجرى هذه العملية ولا بد من هذا المبلغ ولا يملكه، توجه إلى رجل من أقربائه فقال: أمعك هذا المبلغ؟ قال له: نعم معي هذا المبلغ وهو كاذب، وتوجه إلى إنسان آخر من أقربائه  وسأله السؤال نفسه قال: أمعك هذا المبلغ ؟ قال: نعم معي وهو صادق فالذي قال: نعم معي هذا المبلغ ولا يملكه هذا الكلام يكون ناقصاً ويدعي ما ليس له، والثاني لو أنه قال لقريبه لا ليس معي شيء  وتواضع يعد ناقصاً، يجب أن يقول معي هذا المبلغ وخذ هذا المبلغ فالتكبّر في الله كمال وفي العبد نقص لأن الله خالق الأكوان بيده ملكوت كل شيء كن فيكون وإليه يرجع الأمر كله لا نهاية لعظمته لا نهاية لكماله لا نهاية لعلمه لا نهاية لقوته، فإذا تكبر الله سبحانه وتعالى أي عرف أنه عظيم وهذا ينقلنا إلى اسم آخر من أسماء الله الحسنى وهو اسم المؤمن يعرف نفسه إذا بادئ ذي بدء إذا قال الجبان: أنا شجاع فهذه صفة نقص في حقه وإذا قال البخيل: أنا كريم فهذا الكلام نقص في حقه، وإذا قال الجاهل:  أنا عالم فهذا نقص في حقه، أما إذا قال العالم: أنا عالم وسأجيبك عن سؤالك رحمة بك هذا كمال، وإذا قال الشجاع: أنا شجاع وسأدافع عنك هذا كمال، وإذا قال الكريم: أنا كريم وخذ هذا كمال فعندما نقول: إن الله متكبر فهو من أسماء الكمال، وعندما تقول: فلان متكبر فالتكبر صفة نقص في الإنسان، أي الإنسان إذا قال: المتكبر الجبار المنتقم ينبغي أن يسأل أهل الذكر المتكبر هو الذي يرى الكل حقيراً بالإضافة إلى ذاته ولا يرى العظمة والكبرياء إلا لنفسه، فينظر إلى غيره نظر الملوك إلى العبيد

- الله خالق السماوات والأرض بيده ملكوت كل شيء إليه يرجع الأمر كله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، فإذا كان الله متكبراً فهو يعرِّف ذاته وهذا يتصل باسم آخر من أسمائه الحسنى ألا وهو المؤمن ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:  (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ هَنَّادٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ ). سنن أبي داوود. وفي رواية أخرى قصمته ولا أبالي.
بعض العلماء يقول: " المتكبر من الكبرياء والكبرياء هو الملك " قال تعالى:
« قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ » {يونس: 78}
فالمتكبر هو الملك الذي لا يزول سلطانه والعظيم الذي لا يجري في ملكه إلا ما يريد وهو الله الواحد القهار هذا معنى من معاني المتكبر.
- معنى آخر المتكبر من الكبير والعظيم لقوله تعالى:  « فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ » {يوسف: 31}
ومعنى أكبرنّه أي عظمنه ومعنى قطعن أيديهن كما قال العلماء جرحن أصابعهن. الله متكبر أي كبير ليس لكبريائه نهاية وهو عظيم ليس لعظمته غاية، هذا المعنى الثاني من معاني المتكبر، والمعنى الثالث المتكبر هو الذي تكبر عن ظلم العباد والمتكبر هو الذي انفرد بالكبرياء والملكوت وتوحد بالعظمة والجبروت والمتكبر هو الذي بيده الإحسان ومنه الغفران والمتكبر الذي ليس لملكه زوال ولا لعظمته انتقال
- من معاني المتكبر العظيم ذو الكبرياء وأصل التكبر الامتناع وعدم الانقياد الله سبحانه وتعالى طليق الإرادة، والمتكبر هو الذي تكبر عن كل نقص وترفع عن كل نقص وتعظم عن كل ما لا يليق به المتعالي عن صفات خلقه أيضا، كل هذه التعريفات لاسم المتكبر والله سبحانه وتعالى كما قلت قبل قليل لا بد من أن نعرفه لأننا إذا عرفناه أطعناه فقال تعالى:  « وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ » {فاطر: 28}
لا يصح عملنا إلا إذا عرفناه ولا نسعد في الدنيا والآخرة إلا إذا صح عملنا.
ثلاث فقرات لا بد من أن نعرفه فإذا عرفناه أطعناه وإذا أطعناه سعدنا بقربه في الدنيا والآخرة.  إذا المتكبر المتعالي عن صفات خلقه كامل في ذاته، كامل في صفاته كامل في أفعاله. النبي عليه الصلاة والسلام يقول:  (وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ وَزَادَ فِيهِ وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ وَهُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْغُونَ أَهْلا وَلا مَالا فَقُلْتُ فَيَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَاللَّهِ لَقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْعَى عَلَى الْحَيِّ مَا بِهِ إِلا وَلِيدَتُهُمْ يَطَؤُهَا ). صحيح مسلم
وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل:  ( أحب ثلاث وحبي لثلاث أشد، أحب الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد وأحب المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد، وأحب الكرماء وحبي للفقير الكريم أشد وأبغض ثلاث وبغضي لثلاث أشد، أبغض العصاة وبغضي للشيخ العاصي أشد، وأبغض المتكبرين وبغضي للفقير المتكبر أشد، وأبغض البخلاء وبغضي للغني البخيل أشد ) 
هل تصدقون أيها الأخوة أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ). صحيح مسلم لماذا ؟ قال: لأن الكبر يتناقض مع العبودية لله عز وجل، أنت عبد وهو رب فإذا نازعته رداءه وإزاره قصمك ولا يبالي كما ورد في الحديث الشريف، الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: 
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ دَرَجَةً رَفَعَهُ اللَّهُ دَرَجَةً حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي عِلِّيِّينَ وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى اللَّهِ دَرَجَةً وَضَعَهُ اللَّهُ دَرَجَةً حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ ) سنن ابن ماجة

~ قال أحد العارفين بالله في المناجاة قال: يا رب بماذا أتقرب إليك، فوقع في قلبه أن يا عبدي تقرب إلي بما ليس في، فقال: يا رب وما الذي ليس فيك ، قال: الذل والافتقار وهو من أقرب الأبواب إلى الله عز وجل ومن أنجحها أن تأتيه طائعاً

- طبعا لا يعرف اسم المتكبر إلا من جال فكره في الكون، يقول بعض العلماء:  " إن في الكون من المجرات ما يزيد عن مليون مليون مجرة، وفي كل مجرة ما يزيد عن مليون مليون نجم، وأن بين الأرض والقمر ثانية ضوئية واحدة والضوء يقطع في الثانية ثلاثمائة ألف كيلومتر، وبين الأرض والشمس ثماني دقائق وبين الأرض وأقرب نجم ملتهب أربع سنوات ضوئية "، فإذا أردنا أن نقطع هذه المسافة بسيارة لاحتجنا إلى ما يقرب إلى خمسين مليون عام ذلك إذا الإنسان ركب مركبة واتجه نحو أقرب نجم ملتهب في الكون إلى الأرض، يحتاج إلى ما يقارب خمسين مليون عام، فما قولكم بنجم القطب الذي يبعد عنا أربعة آلاف سنة ضوئية ضرب ألف أي خمسين مليون ضرب ألف أي خمسين ألف مليون عام لنجم القطب أربعة آلاف سنة ضوئية، أربعة سنوات أربعة آلاف فما قولكم بالمرأة المسلسلة تلك المجرة الصغيرة التي تبعد عنا مليون سنة ضوئية فما قولكم بأحدث مجرة اكتشفت تبعد عنا ستة عشر ألف مليون سنة ضوئية، قال تعالى: « فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ » {الواقعة: 75-76}
يقول الإنسان: أنا، من أنت ؟ هذه المسافات أي هذه المجرة كانت في هذا المكان قبل ستة عشر ألف مليون سنة ضوئية وهي الآن لا يعلم مكانها إلا الله. الكون مظهر لأسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى لا تدركه الأبصار ولكن الكون بين أيدينا وهو يجسد ويظهر عظمة الله عز وجل قال تعالى: «سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ » {فصلت: 53}
من منا يصدق أن في دماغ الإنسان جهاز بالغ التعقيد يحسب تفاضل وصول الصوتين إلى الأذنين، يصل الصوت إلى الأذن اليمين إذا كان الصوت من اليمين قبل الأذن اليسار بـ واحد على ألف وست مئة وخمسة وعشرين جزءاً من الثانية وهذا الجهاز في الدماغ يحسب هذا التفاضل ويعرف الإنسان جهة الصوت ولولا هذا الجهاز لما عرفت جهة الصوت أبدا هو المتكبر.  
أسماء الله عز وجل لا يمكن أن نعرفها إلا من خلال الكون من خلال هذه الآيات الدالة على عظمته، كل منا عنده مستودع للوقود السائل، فسعة المتر المكعب خمسة براميل من منا يصدق أن القلب يضخ في اليوم الواحد ثمانية أمتار مكعبة وأن قلب الإنسان الذي يعيش في عمر متوسط يضخ ما يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم. أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر.. 
« وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ » {الذاريات: 21}

- هذا الذي يتكبر وهو من بني البشر كم هو ظالم لنفسه ؟ مدن رائعة مدن جميلة جدا أصبحت أثراً بعد عين في ثوانٍ فعلام الكبر ؟ حينما انحبست أمطار السماء وأصبح كأس الماء مهددا هُدِّدْنا بكأس الماء هل في الأرض كلها جهة تستطيع أن تتخذ قراراً بإنزال الأمطار إلا أن الله سبحانه وتعالى تلطف بنا وأكرمنا وأرانا من آياته هو المتكبر من نحن ؟ هذه المركبة التي سموها إشلنجر المتحدي اسمها فيه سوء أدب مع الله عز وجل، فيها سبع رواد فضاء معهم رائدة فضاء أيضا لينجب ولد في الفضاء الخطة كانت أن تحمل هذه المرأة من أحد هؤلاء الرجال وأن تنجب مولودا في الفضاء، ما هي إلا سبعون ثانية حتى أصبحت كرة من اللهب علام الكبر ؟ من أنت ؟ أنت كن فيكون زل فيزول لا شيء، لذلك:
ومالي سوى فقري إليك وسيلة فلافتقاري إليك فقري أدفــع
ومالي سوى قرعي لبابك حيلة فإذا رددت فأي باب أقــرع

وأنت في أعلى درجات العبودية مفتقر إلى الله عز وجل، وأنت في أوج قوتك وأوج صحتك وأوج علمك يجب أن تكون مفتقرا إلى الله سبحانه وتعالى إذا أقدمت على عمل فقل: اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي والتجأت إلى حولك وقوتك يا ذا القوة المتين.
من منا يصدق (أنا أقول لكم هذه الأمثلة على أن الإنسان لا يصح له أن يتكبر فإذا تكبر فهو أحمق) نقطة من الدم لو تجمدت في بعض شرايين المخ في مكان يصاب بالشلل، كان معززاً مكرماً خفيفاً وضيعاً أصبح ملقاً على السرير أقرب الناس إليه يتمنى موته، على ماذا الكبر ؟  هذه النقطة لو تجمدت في مكان آخر لفقد الإنسان ذاكرته

- أنا أؤكد على موضوع الكبر في حق الله كمال وفي حق العبيد نقصان. الإنسان كلما ازداد علماً ازداد تواضعاً والدليل قول الله عز وجل:  «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ »
فالعلماء وحدهم ولا أحد سواهم يخشى الله عز وجل، فكن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك. يقول الإمام الغزالي: " العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ". فما من قيمة اعتمدها الله عز وجل بين خلقه إلا قيمة العلم، هناك مجموعة قيم يتفاضل بها الناس فيما بينهم المال والصحة والوسامة والقوة والذكاء أما قيمة العلم اعتمدها الله عز وجل في القرآن فجعلها قيمة وحيدة للترجيح بين خلقه فقال:  « أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب » {الزمر:9}.
ورد في بعض الأحاديث: ( تبارك الذي قسم العقل بين عباده أشتاتا، إن الرجلين ليستوي عملهما وبرهما وصومها وصلاتهما ويختلفان في العقل كالذرة جنب أحد، وما قسم الله لعباده نصيباً أوفر من العقل واليقين )
لذلك ما من يوم ينشق فجره إلا ويقول: يابن آدم أنا فجر جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة، والسيدة رابعة العدوية  سئلت: من الإنسان ؟ قالت: هو بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه. فالمتكبر هو الله وهي صفة كمال فيه، والإنسان إذا تكبر صفة غباء وجهل ونقص فيه


~ من موسوعة أسماء الله الحُسنى للدكتور محمد راتب النابلسي بتصرّف
التالي : اسم الله تعالى  ** الخالق **

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

author
زاد الروح
رسالة الوعي والتفكّر لا حدود لها وهاهنا بعضُ زادٍ منها لنمضي في طريق الوعي الفكري والعلم . مرحبا بكم في « زاد الرّوح » أحد مواقع بوابة يوتوبيا لتطوير الذات وتنمية الشخصية