هو الله الّذي لا إله إلا هو ** العزيز **
« إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ
عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » {المائدة:
118}
لو أن الإنسان نسي كيف يُتمّ
الآية وقال: إن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم، تتناسب هكذا
ولكن الآية « وإن تغفر لهم
فإنك العزيز الحكيم »
لأنّ الإنسان مهما علا شأنه،
إذا أراد أن يغفر لأحد زلّته ربما حوسب ربما سئل لماذا
عفوت عن
فلان ؟ لماذا لم تكلّفه
؟ لماذا تساهلت معه ؟
لكن الله سبحانه وتعالى إذا غفر فهو العزيز
« إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ
عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » {المائدة:
118} ، آية أخرى:
« وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » {الجاثية: 37}
- اسم العزيز ورد في آيات كثيرة جدا.. الآن ما معنى هذا الاسم من حيث اللغة ؟
* المعنى الأول: العزيز
الذي لا مثيل له، ولا مشابه له، ولا نظير له مِن فِعلِ عز يعز، تقول: عز
الطعام أي أصبح قليلا أصبح
نادرا، عز هذا الاختصاص ؛
اختصاص عزيز: أي نادر، خبرة عزيزة أي
نادرة، معنى عز يعز أي ندر
وجوده أو لا مثيل له ولا مشابه له ولا نظير له، اسم العزيز بهذا
المعنى من أسماء التنزيه،
الأسماء مصنفة: فهناك اسم تنزيهي وهناك اسم ذات وهناك اسم
صفات وهناك اسم أفعال.
فأسماء الله الحسنى إما
أن تكون أسماء لذاته وإما أن تكون أسماء لصفاته وإما أن تكون أسماء
لأفعاله. فعز يعز أي ندر
يندر.
بشكل أوسع العزيز الذي لا
مثيل له ولا ند له ولا نظير له. إذا كان الشيء نادرا قليل الوجود ليس
متوافرا مع إمكان توافره
نسميه عزيزا، فكيف بالذي يستحيل على العقل أن يصدق أن له نظيرا،
إذاً، الله سبحانه وتعالى
لا مثيل له ولا ند له ولا مشابه له إذاً هو عزيز وهذا المعنى الأول.
* المعنى الثاني: العزيز
هو الغالب الذي لا يُغلب، الإنسان إذا غُلِبَ ليس عزيزا يصبح ذليلا وقد
يبالغ المنتصر بإذلاله،
قد يجري بعض التصرفات ليبالغ بإذلاله، فالغالب الذي لا يُغلب يسمى عزيزا،
فالله سبحانه عزيز والدليل: «وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لَا يَعْلَمُونَ » {يوسف: 21}
أنت تريد وأنا أريد فإذا
سلَّمْتَ لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي في ما أريد أتعبتك
فيما تريد ثم لا يكون إلا
ما أريد، قال تعالى:
« وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى
أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ » {يوسف: 21}
لو علم الناس أن الله غالب
على أمره لأطاعوه ولاتكلوا عليه ولأقبلوا عليه ولتركوا سواه.
* المعنى الثالث: المعنى
الثالث القوي الشديد، العزيز هو القوي الشديد من عز يعز ندر يندر، عز
يعز غلب يغلب، عز يعز قوي
يقوى، والآية الكريمة:
« إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ
اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ
» {يس: 14}
المعنى الأول العزيز الذي
لا مثيل له ولا ند له ولا مشابه له هذا من أسماء التنزيه، المعنى الثاني
الغالب الذي لا يغلب هذا
من أسماء الصفات
والمعنى الثالث القوي الشديد هذا من أسماء
الصفات أيضا فالقادر الذي قد يضعف يسمى عند الناس عزيزا، فكيف بالقادر الذي يستحيل
أن
يضعف من باب أولى، إذاً
الله سبحانه وتعالى عزيز بهذا المعنى الثالث.
- الآن يوجد معنى رابع دقيق
جدا وربما كان المؤمنون في أمس الحاجة لفهم هذا المعنى،
المعنى الرابع: العزيز بمعنى
الُمِعز، كأن تقول: الأليم بمعنى المؤلم، كأن تقول: جرح أليم أي جرح
مؤلم، من معاني وزن فعيل
بأنه بمعنى اسم الفاعل مُفْعِل. فالعزيز بمعنى المُعِز هذه من صفات
الأفعال. أربع معاني لاسم
العزيز، الأولى من أسماء التنزيه والثانية والثالثة من أسماء الصفات
والرابعة من أسماء الأفعال،
هو الذي يعز: « قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ
وَتَنْزِعُ
الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ »
{آل عمران: 26}
آخر ملوك الأندلس عندما
غادر الأندلس بكى، فقالت له أمه عائشة: ابكِ مثل النساء
ملكاً مضاعاً
لم تحافظ عليه مثل الرجال،
فما قيمة الإنسان إذا تخلّى الله عنه ؟ فقال تعالى:
« أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ
يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ
وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ
فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ
يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ »
{الحج: 18}
جزء كبير جدا من حياتك متعلق
بكرامتك، فإذا كنت مع العزيز أعزك الله
- هذه هي المعاني اللغوية لكلمة عزيز أو لاسم الله العزيز، لكن هناك
تعريف أدق وأجمل: العزيز
الذي يقل وجوده وتشتد الحاجة
إليه ويصعب الوصول إليه في وقت واحد، قد يقل وجود شيء ما
ولكن لا تشتد الحاجة إليه،
يوجد معدن نادر جدا مع أنه نادر قليل الوجود لسنا بحاجة ماسة إليه
عندئذ لا يسمّى هذا المعدن
عزيزا، العزيز يجب أن تتوافر فيه صفات ثلاث: أن يقل وجود مثله، وأن
تشتد الحاجة إليه، وأن يصعب
الوصول إليه قد تشتد الحاجة إلى شيء ولكنه غير نادر كالهواء،
كلنا في أمس الحاجة إليه
ولكنه متوافر، قد تشتد الحاجة إلى الماء والماء موجود في بعض البلاد
بكثرة.
إذًا لابد أن يكون العزيز
يقل وجوده وتشتد الحاجة إليه ويصعب الوصول إليه إذاً شيء عزيز يقال:
عزيز المنال لا يدرك ولا
ينال جانبه، هذه الصفات للشيء الذي يقل وجوده وتشتد الحاجة إليه
ويصعب الوصول إليه هذه الصفات لها صفات نقصان ولها صفات كمال، كلما كثر وجوده قلت عزته
وكلما قلت الحاجة إليه قلّت
عزته، وكلما سهل الوصول إليه قلت عزته الآن كلما قل
وجوده إلى أن
يصبح واحدا، هذه صفة كمال
في العزيز يقل وجوده ويقل وجوده حتى يصبح واحدا هذه أعلى
صفة، وتشتد الحاجة إليه كلما اشتدت الحاجة إلى الشيء أصبح عزيزا، كمال هذه الصفة شيء
دقيق جدا أن يحتاج إليه
كل شيء في كل شيء، أنا قد أحتاج للطبيب عند المرض، ولكن لا
أحتاجه عند النوم أنا أحتاج
إلى سرير، قد أحتاج إلى هذا المدرس إذا كان ابني ضعيفاً في مادة
الرياضيات فأنا بحاجة إليه،
أما أن يحتاجه كل شيء ليس كل الناس فقط لا بل الناس والحيوان
والنبات والجماد والذرات
والمجرات أي يحتاجه كل شيء في كل شيء.
* دققوا كل شيء في كل شيء.
إذاً الله سبحانه وتعالى عزيز لأنّ قيام الشيء به، قيام المادة
هذه مادة فيها نواة وفيها
كهارب وفيها دوران لولا أن الله سبحانه وتعالى تجلى عليها لتوقفت، كن
فيكون زل فيزول: « اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ » {آل عمران:
2}
أي أنّ قوام كلّ شيء به،
وهو مصدر حياة كل شيء
- إذا الله سبحانه وتعالى
لا نقول تشتد الحاجة إليه، يحتاج إليه كل شيء في كل شيء،
الشبكية مائة وثلاثون مليون
مستقبل للضوء ما بين مخروط وعصية عشرة طبقات، العصب
البصري تسعمائة ألف عصب،
ما هذه المادة التي تتغير
ماهيتها إذا جاءها الضوء، إذا تغيرت
ماهيتها تولد عن هذا التغير
تيار كهربائي ينقل الصورة إلى الدماغ، أنت محتاج لله عز وجل في
عينك وفي أذنك وفي لسانك
وفي دماغك وفي شرايينك، وأيُّ شيءٍ لم يبخل اللَّه سبحانه
وتعالى عليه يُصبح لاشيء،
فأنت قائم بالله، عظامك عضلاتك المخططة والملساء أعصابك
وأجهزتك كلها تعمل بالله،
فلو أن الله سبحانه وتعالى حجب عنها تجلياته لأصبح الإنسان جثة
هامدة، إذا يحتاجه كل شيء في كل شيء
- أول صفة. الذي يقل وجود
مثله أما كمال هذه الصفة إلى أن يصبح واحدا تشتد الحاجة إليه،
كمال هذه الصفة يحتاجه كل
شيء في كل شيء يصعب الوصول إليه لا يمكن أن تحيط به ولا
الأنبياء لا يعرف الله إلا
الله أن تصل إليه اتصال عبودية ممكن استقم على أمره واعمل الصالحات
تصل إليه وهذا هو الوصول
هذا هو الاتصال
- إنَّ معنى العزيز: هو
الفرد الذي يحتاجه كل شيء في كل شيء ويستحيل الوصول إليه، وصول
إحاطة وإدراك أما وصول عبودية
فممكن
قال بعضهم: العزيز من ضلت
العقول في بحار عظمته وحارت الألباب دون إدراك نعمته وكلت
الألسن عن وصف كمالاته ووصف
جماله..
النبي عليه الصلاة والسلام
لخص هذه الكلمات فقال: ((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَقَدْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي
عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ
فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا
مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ
مِنْ عُقُوبَتِكَ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا
أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ )) صحيح مسلم
والله أيها الأخوة الشيء
الثابت أنه من عرف الله زهد فيما سواه، إذا عرفت الله لا يمكن أن تتضعضع
لمخلوق، وعندها لا ترى مع
عزة الله عزيزا ولا ترى مع قدرة الله قديرا، ولا ترى مع حكمة الله
حكيما.. الله عزيز
هذا الذي يتوهم بسذاجة أنه
بركعتين وليرتين يدخل الجنة إنسان ساذج غبي.. ((قَال سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ
بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلا إِنَّ
سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ
أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ )) سنن الترمذي
قال تعالى: « لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ » {آل
عمران: 92}
وقتك الثمين، زبدة وقتك،
قوتك يجب أن تصرفها في سبيل الله، مالك الذي جمعته بكدك وعرق
جبينك يجب أن تنفقه في سبيل
الله، ألا إن سلعة الله غالية، الله عزيز بالمعنى الطبيعي الفطري
الله عزيز.
- الآن من هو العزيز من
العباد في ضوء هذا التعريف ؟ الأنبياء أعزة لماذا ؟ لأن الخلق كلهم
بحاجة
إليهم إلى علمهم، النبي
عزيز لأن ربنا عز وجل أودع فيه سره أودع فيه علمه أودع فيه النبوة، هو
طريق إلى الله هو باب الله،
فالأنبياء أعزة لأن الله جعلهم أبواب رحمته وأبواب فضله وأبواب إحسانه
وأبواب أنواره، لهذا عين
إرضاء رسول الله هو عين إرضاء الله، ولهذا قرن الله اسم نبيه مع اسمه
فالنبي عزيز لأن الناس جميعا
في أمس الحاجة إليه في أمر دينهم ودنياهم.
الملك عزيز: إذا كان ملك
بيده مقدرات الأمور كلها، بيده كل شيء، فالناس جميعا يقصدونه
كبيرهم وصغيرهم، جليلهم
وحقيرهم، فكلما اشتدت الحاجة إليك فأنت عزيز، لكن المؤمن إذا
اشتدت الحاجة إليه يكون
عزيزا لكنه متواضع، ولكن غير المؤمن إذا اشتدت الحاجة إليه يصبح لئيما
- قيل لشخص متى عرفت الله
؟ قال: والله ما عصيته منذ عرفته. اسمعوا مني هذه الكلمة، والله
الذي لا إله إلا هو لو تعلمت
علم الثقلين بنيّة أن تكون ذا شأن في المجتمع وعصيت الله فيما بينك
وبينه.. فأنت لا تعرفه،
لا تعرفه، لا تعرفه.
من لم يكن له ورع يصده عن
معصية الله إذا اختلى، لم يعبأ الله بشيء من عمله أبدا،
لا تنظر
إلى صغر الذنب ولكن انظر
إلى مَنْ اجترأت عليه، فلمجرد أن تعصي الله عز وجل يجب أن تعلم
علم اليقين أنك لا تعرفه
أبدا. ضع هذه
الكلمة في ذهنك دائما: لمجرد أن تعصيه فأنت لا تعرفه.
- قيل: ما الأدب الذي يجب
أن يتحلى به المؤمن حيال هذا الاسم ؟ الله عزيز ما موقف المؤمن
حيال هذا الاسم ؟ قال: المؤمن إذا عرف العزيز لا ينبغي أن يعتقد لمخلوق إجلالاً، أديب
جدا مع
الناس، لكنه لا يمكن أن
يعتقد لمخلوق إجلالاً، أي يجب أن تحقر الأقدار سوى قدره، وأن تمحو
الأذكار سوى ذكره، قال عليه
الصلاة والسلام: (( من تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه ))
لماذا ؟ قال: لأن الإيمان
ما وقر في القلب وأقر به اللسان وصدقه العمل فإذا أجللت غنياً لغناه،
أجللته وانحنيت له وأثنيت
عليه بما ليس فيه فقد أذهبت ثلثي دينك، والإيمان ثلاثة أشياء:
الإيمان ما وقر في القلب
وأقر به اللسان وصدقه
العمل، فإذا كان العمل الظاهري تعظيم لإنسان
لا يعرف الله وعظمته لأنه
غني، فالنتيجة إذاً ذهب ثلثا دينك واذكر لذلك فالنبي
عليه الصلاة
والسلام يقول: (( شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناءه عن الناس ))
عند المؤمن عزّة لو وزعت
على أهل بلدة لكفتهم، يرى أنه عبد لله وأن الله لن يضيعه ولن يسلمه
ولن يتخلى عنه.
- إذا عرفت أنه المُعِزّ، أي لو اجتمع الناس جميعا على أن يرفعوك درجة
لا يستطيعون، أما إذا رفعك
الله عز وجل درجة أو أكثر
لا يستطيع أهل الأرض أن ينزلوك. ومعلوم: إذا عرفت أنه المعز لم تطلب
العز إلا بطاعته. الله عز وجل مما وعد به المؤمن أن يحفظه، مما وعد به المؤمن أن يدافع
عنه، مما
وعد به المؤمن أن يرزقه،
مما وعد به المؤمن أن يعزه والدليل:
« وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ » {المنافقون:
8}
انظر لو قال الله: العزة
للمؤمنين لكان من الممكن أن يُفهم ولغير المؤمنين قد تكون عزة أما عندما
قال: لله العزة، وجاء الاسم
المجرور مقدماً على العزة فأفاد
القصر والحصر، العزة وحدها إذاً لله فإذا
أردتها كن مع الله
كن مع الله ترى الله معك
واترك الكل وحاذر طمعـك
وإذا أعطاك من يمنعـه ثم
من يعطي إذا ما منعــك
~ من موسوعة أسماء الله الحُسنى للدكتور محمد راتب النابلسي بتصرّف
التالي : اسم الله تعالى ** الجبار **
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق