الأحد، 6 مارس 2016

موسوعة أسماء الله الحسنى

وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا


إنّ أخطر موضوعات العقيدة هو الإيمان بالله فهو أصلُ كلّ الأصول ومرجع كلّ الفروع ، لأنها إن صحّت صحّ العمل ، وسَلِم الإنسان وسعد في الدّنيا والآخرة ، ولعلّ من أبرز موضوعات الإيمان بالله هو شرح أسمائه الحُسنى وصفاته الفضلى فلها موقع الصّدارة في العقيدة لأن أصل الدّين معرفة الله ،قال ابن القيّم: " فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم ، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي أحصى جميع العلوم ، إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم ، لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها ".
لقد أمرنا الله في كتابه العزيز – وكلّ أمر في القرآن الكريم والسّنة الصّحيحة يقتضي الوجوب ما لم تكن هناك قرينة تصرفه عن ذلك أن ندعوه بأسمائه الحسنى، فقال تعالى: « وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » {الأعراف:180} 
وقال تعالى: « قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى » {الإسراء: 110}
وهناك عدد من الحقائق المتعلّقة كمعنى الإحصاء الذي جعله النّبي صلّى الله عليه وسلّم سببا لدخول الجنة  والدّعاء بأسماء الله الحُسنى الذي جعله الله سببا للاستجابة وكيف أن الفهم العميق لأسماء الله الحُسنى جعله الله تعالى سببا لفهم القرآن الكريم ، وفهمه والعمل به سبب النجاة في الدّنيا والآخرة ومعرفة أسماء الله الحُسنى سبب لتعظيم الله المنجي من عذاب الله ومعرفة أسماء الله الحُسنى سبب للتحرّر من سيطرة العباد وقهرهم  ومعرفة أسماء الله الحُسنى باعث قويّ على التوبة النّصوح التي هي سبب لسعادة الدّارين
عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: « إنّ لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجّنة »
إنّ أصل الدّين معرفة الله ويستحيل أن تعرفه ثمّ لا تحبّه وأن تسمع داعيه ثمّ تتأخّر عن الإجابة. 

 ~من موسوعة أسماء الله الحُسنى للدكتور محمد راتب النابلسي  بتصرّف  


• •  • •  • •  • • 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

author
زاد الروح
رسالة الوعي والتفكّر لا حدود لها وهاهنا بعضُ زادٍ منها لنمضي في طريق الوعي الفكري والعلم . مرحبا بكم في « زاد الرّوح » أحد مواقع بوابة يوتوبيا لتطوير الذات وتنمية الشخصية