نحن في هذه الحياة في معهد مهني من نوع غريب، حيث إنّ الواحد منّا لا يتعلّم ويدرس ثم يدخل الاختبار ، لكنّه يدرس ويختبر في آن واحد .. وليس الغريب استمرار الاختبار طوال الحياة فحسب ، لكن الغريب أيضا تنوع أساليب الاختبار، فهذا ممتحن بذكائه وهذا بغبائه ، وهذا ممتحن بفقره وذاك بثرائه ... امتحانات عجيبة وفريدة ، ونتائجها مصيرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، فحين نرحل عن هذه الحياة نكون قد أدينا الامتحان الأخير الحاسم، وهنيئا لمن أجاب على أسئلته بصورة صحيحة، يقول الله عز وجل : »الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور« {الملك:2}
والمشكل الأكبر هو أننا لا نعرف متى ينتهي وقت الاختبار، ويسحب المراقبون أوراق الإجابة.كم أخطأ الناس يا أبنائي وبناتي في توقعاتهم لمدة الاختبار ؟ وكم من الناس أطلقوا الصيحات والرجاءات من أجل تمديد مدة الامتحان حتى يتوبوا ويرجعوا ، فلم يُجابوا ولم يلتفت إليهم . قال سبحانه: » فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون « {الأعراف:95}
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي؟ إنه يعني الآتي:
1. علينا أن نوسّع دائرة إحساسنا بتصرفاتنا وأعمالنا لتكون دائما تحت المراقبة، ولنؤديها كما يحبّ الله تعالى
2. إذا وقع الواحد منّا في خطأ أو زلة ، فإنّ المطلوب منه هو المسارعة إلى التّوبة ، وإلى التّصحيح قبل أن يلقى الله تعالى وهو في حال سيئة
3. يجب علينا أن نوطّن أنفسنا على مجاهدة النّّفس وكبح الشّهوة على نحو دائم
4. من المهم أن نبتعد عن أولئك المستخفّين بالاختبار والغافلين عنه، حتى لا ننجرف معهم ، فنخسر خسارة عظمى يصعب تحديدها الآن
~ من كتاب 50 شمعة لإضاءة دروبكم للكاتب الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار
• • • • • • • •
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق